كثير من الأشخاص قد يتمتعون بهذا النوع من الذكاء الذي يعتمد على قدرة الفرد على فهم انفعالاته ونواياه وأهدافه في الحياة، لكنهم لا يدركون أنهم يتمتعون بهذا النوع الفريد من الذكاء، الذي يجعل صاحبه شخصية مثقفة موزونة ذات مكانه ومهابة في المجتمع.
وقد دلّت الأبحاث التي أجريت على الدماغ أن جزأه الأمامي يلعب دورا بارزا في كل ما يتعلق بالمعرفة التي تنشأ من داخل الفرد، وليس بدوافع خارجية، ويظهر هذا الذكاء غالبا لدى : القادة الدينيين والسياسيين والآباء والمعلمين والمحللين والنفسانيين، وكذلك المخرجين والممثلين والشعراء . وتُعدّ قصة ” هيلين كيلر ” الطفلة العمياء والصماء والعاجزة عن الكلام لانعدام السمع، من أفضل النماذج العالمية التي تدل على الذكاء القائم على الاستبصار والرؤية الثاقبة، والذي لا يعتمد على القدرات اللغوية أو البصرية في كيان الشخص، حيث استطاعت هيلين اختراق الحجب الملتفة حولها لتنمي قدراتها على الإبصار بدون وساطة العينين ولم تمنعها قدراتها المحدودة من إكمال تعليمها والحصول على شهادة الدكتوراة في العلوم والفلسفة.
والحقيقة فإنّه منذ قيام جارنر بتحديد أشكال الذكاءات المتعددة في ثمانينات القرن الماضي، ومن بينها الذكاء الذاتي ( intelligence interpersonal ) الذي حظي بالنصيب الأوفر من التأمل والدراسات من قبل المشتغلين والمعنيين بعلم النفس، والذين سارعوا بتوصيف الشخص الذي يتمتع بالذكاء الذاتي على اعتبار أنه الشخص القادر على توجيه مشاعره ورغباته واحتياجاته وحالته المزاجية بصورة إيجابية، كما يستطيع أيضا أن يتعرف على نقاط الضعف والقوة لديه وأهدافه ونواياه بوضوح ودقة تامين ….
* و ويضيف الخبراء سمات وخصائص أخرى يتمتع بها الأشخاص الذين يتمتعون بهذا النوع من الذكاء وهي: 1- تقدير قيمة الوقت . 2- الاستقلالية التامة في الفكر في الآراء وفي التصرفات. 3- التأمل كثيرا في جوانب الشخصية و معرفتها المعرفة الدقيقة. 4- لديه إرادة وعزيمة قوية. 5- يميل إلى إعطاء الظواهر التي يراها ويعيشها تفسيرات خاصة. 6- يميل إلى النقاش الجاد. 7- يحب التأمل في الوجود ابتداء بنفسه وانتهاء بالكون. 8- يحاول التفكير بحلول شاملة وعميقة للمشكلات التي تواجهه. 9- تتجاوز اهتماماته حاجته الشخصية ويميل إلى التفكير بالمصلحة العامة. 10- مجالات العمل المناسبة له : الفلسفة ، البحث العلمي ، التربية ، علم النفس والاجتماع والتاريخ.